اول ما ظهر الشرك في قوم
فالغلو هو أصل الشرك، الغلو في الصَّالحين هو أصل الشرك، كما وقع لقوم نوح ولغيرهم؛ ولهذا ترجم المؤلفُ بهذه الترجمة العظيمة فقال: "باب ما جاء" يعني: من الأدلة من القرآن والسنة على "أنَّ سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين"، هذه الأسباب، قال تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [النساء:171] .
وأما إن كان المقصود أول من كفر من بني آدم فقد يكون قابيل ابن آدم أول من كفر على القول بأنه كان كافرا، وذلك أن أهل العلم اختلفوا في كونه مؤمنا أو كافرا، فمنهم من قال كان كافرا واستدلوا على ذلك بقوله تعالى : فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ {المائدة: 29 } وأصحاب النار الذين هم أهلها وخالدون فيها هم الكافرون، ورجح
وأوَّلُ شِرْكٍ وقَعَ في البشَرِ كان شِرْكَ قومِ نوحٍ عليه السَّلامُ؛ فعن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه قال: (كان بين نوحٍ وآدَمَ عَشرةُ قُرونٍ، كُلُّهم على شريعةٍ مِنَ الحَقِّ، فاختلفوا فبَعَث اللهُ النبيِّين مُبَشِّرين ومُنذِرينَ) .
اول ما ظهر الشرك في قوم
قوم نوح عليه السلام